آخر الأحداث والمستجدات 

العبث بالتراث التاريخي للمدينة العتيقة لمكناس

العبث بالتراث التاريخي للمدينة العتيقة لمكناس

لم ينته العمل بعد في تتميم وإتمام كل الأوراش المفتوحة لتثمين المدينة العتيقة بمكناس، إلا وأيدي العبث تلهو بغباء مع تاريخ مدينة عريقة. فمن بين المظاهر المشينة، وغير المدنية تلك الكتابات و(الخربشات) التي تزيد على مسطحات الأسوار والأبواب والأبراج التي تم إتمام عمل ترميمها وتأهيلها. كتابات عشوائية بعموم المدينة وتكثر خصوصا بحي الزيتون ما بين إعدادية جابر بن حيان وباب القصدير.

فلم ينته تشويه الموروث التاريخي بالكتابة فقط، بل تعدى الأمر ذلك من خلال إشعال النار بالمحاذاة مع السور (القصير)على الطريق المؤدية إلى (الشراشر) قديما (ما بين باب القصدير وباب كبيش). إشعال النار (لتشويط) رؤوس الأضاحي، هذا الفعل أحدث أثرا هادما على السور المرمم بالتأهيل (تهاوي الفرشة المضافة). فالأثر الأول يتمثل في غياب الوعي الجماعي في الحفاظ على الموروث العمراني للمدينة. والثاني في غياب المراقبة وتوزيع المسؤوليات للحد من تلك السلوكات الفوضوية أيام العيد وغيره. فيما العنصر الثالث، وهو ملاحظة وصفية فقط و يثير الحفيظة والتساؤلات، فأنا ابن حي الزيتون وغير ما مرة اشتعلت النيران في القصب والأشجار بالقرب من السور وداخل (السلوقية / مجرى الماء) ولم نلحظ يوما أن تكسية السور الخارجية قد تساقطت بهذا الشكل المريع !! هنا التساؤل المحير: هل يقدر التثمين والتأهيل أن يصمد أكثر من عشرية قرن؟ !!

 

من دواعي الملاحظة التي تستوجب التدقيق، إحداث شرطة إدارية خاصة بمحاربة بعض السلوكيات غير المدنية، والتي تخرب و(تُخربش) على (الحيطان) وعلى الأسوار. إحداث (كاميرات) المراقبة حتى يتم الضبط وتحديد المسؤوليات.

 

ولما لا التفكير في إحداث مسطحات حديدية لتلك الكتابات العشوائية بساحة (لاكورا) كمتنفس تعبيري لإعلام الشارع. وحتى لا نوصف بمن يدعو للعقاب وتحديد المسؤوليات، فلا بد على وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إدخال بعض المحتويات الدراسية التي تقفز بالثقافة المادية واللامادية نحو التملك من طرف التلاميذ، واكتسابهم مفاهيم الحفاظ على العمران التاريخي.

بحق (الكوديم) بالقلب وليست بالكتابة العشوائية على الأسوار، (الكوديم) عشق مدينة (ولوغو) الفريق يتضمن باب منصور ، فيما الموروث العمراني لمكناس تاريخ مجيد، نبحث عن إخراجه من منطقة الظل نحو الانفتاح العالمي والتسويق السياحي الأمثل. ومن بين المبادرات ذات القيمة التربوية والتاريخية والمعرفية تلك الشراكة - (الترخيص)- التي انطلقت بين المديرية الإقليمية للتعليم بمكناس، والمنتدى المدني لدعم ومواكبة برامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس، وجماعة المشور الستينية. حيث استفاد تلاميذ مدرسة ابن عاشر الابتدائية من جولات دراسية همت (لالة عودة/ الدار الكبيرة/ قصر شعشاع/ باب الرايس/ ضريح المولى إسماعيل...)، تحت شعار ( الحفاظ على المناطق التاريخية التراثية وذات القيمة)، حيث تم استهداف التلاميذ باعتبارهم نواة الأسر الموزعة لسلوكيات التقاسم، والامتداد في المكان والزمان لأجل الحفاظ على الكنز التاريخي للمدينة العتيقة. تجربة بسيطة يمكن أن يتم استلهامها وتوسيع أثرها على مؤسسات مكناس، باعتبار المنتدى المدني حاملا لهذا المشروع.

 

اليوم بات الجميع يتحمل المسؤولية وخاصة الجمعيات الفاعلة في المحافظة ورد الاعتبار للتراث التاريخي للمدينة العتيقة لمكناس. اليوم بات الوقت يداهم المدينة بنهاية البرنامج الأول -(متم 2023 بإضافة أيام التوقف اللاإرادي)- من عمليات تثمين المدينة العتيقة. اليوم تغيب الرؤية التشاركية في كيفية إعادة توظيف التراث التاريخي !! وفي كيفية تحسين الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة !! اليوم الصمت سيد الموقف في كيفية جلب الماء نحو صهريج سواني !! اليوم يغيب علينا التقويم الحقيقي في النوعية والأثر والأداء والجودة، ولا نحتاج إلى أرقام تراكمية كمية (أين وصل التثمين؟)، فمواقع التثمين فضاءات مفتوحة أمام عيون المتتبعين والواصفين !!

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-07-16 15:46:05

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك